قصة ثلاث نساء وطاغوت واحد 

نقلاً عن جُهينه

 

تاريخ الحادثه
قبل واثناء وبعد حرب الخليج
الحادثه
المرأة التي قالت لا ..والمرأة التي حاولت الإنتحار ..والأخرى التي سجدت للصنم.. والعامل المُشترك بينهن جميعاً

هذه القصه ليست خبراً إستثنائياً لكنها رواية لأحداث كانت جُهينه شاهد عيان على بعض أحداثها

من منا لا يعرف من هو الطاغوت الذي اباد الكثير من شعبنا المسلم في كردستان .. وفي الجنوب .. والوسط .. وما وراء الحدود
هنا قصة ثلاث نساء .. كان ذلك الطاغوت العامل المشترك بينهن جميعا 
ع . ب
امرأة شابه جميله إلتقاها الطاغوت مُباشرة بعد تخرجها من جامعة مدينتها المشهوره في حفل ديني خيري تواجد فيه الطاغوت لدقائق في خطوة اعلاميه إعتاد عليها المواطنون المغلبون على أمرهم ، وبسبب الجمال الآخاذ لتلك المرأه فلقد عزم ذلك الرجل على النيل منها وبالفعل أوصى عبيده المخلصون بأن يجلبوها إلى فراشه حالما ينتهي الحفل ويعود من فيه لمنازلهم ، وكاد ان يكون له ما اراد لولا احد الخبثاء الذي ظن انه قد يحصل على مكافأة ما لو إنه ( بشر ) المرأة المسكينة بنفسه بإن سيادة الطاغوت شخصياً قد إشتهاها ، وهذا الخبيث لم يكن سوى احد حاشية الطاغوت الذي لم يُسعفه الحظ بالوصول الى مراتب عاليه في درجات العبودية فظن بذلك إن المرأة ستحفظ له هذا الجميل لتتوسط له لاحقاً عند مُستعبده ، إلا إن المرأة التي كانت قد عقدت العزم على الإفلات من هذا المصير أوهمته بالإمتنان الذي لا حد له ووعدته بما اراده من مكافآت ، وكان لها ما ارادت ، حيث استطاعت ان تتسلل بعيداً عن موقع الإحتفال ، ساعدها اخرين لاحقاً في الإختفاء عن الإنظار حتى تم تهريبها الى دولة عربيه مجاوره واخيراً حيث استقرت في الأراضي الكنديه بعد ان تم منحها حق المواطنه
هذه إمرأه .. قالت للطاغوت لا

ن . خ
فتاة في مقتبل العمر ، هربت وعائلتها من جحيم غزو الطاغوت لبلادها ، حيث إستقر بهم المقام في إماره عربيه ، ورغم كل التسهيلات التي وفرتها السلطات هناك لهم ، إلا إن هذه العائله التي لم تُرزق بولد يكون لهم عوناً ، كانت تعيش احلك اوقاتها ، وفي الفندق الذي استقر بهم المقام فيه ، كانت آلامهم وأحزانهم تزداد حجماً لما يدور في بلادهم ، على عكس اخرين راحوا يقضون اوقاتهم مرحاً في ملاهي الليل الرطبه غير آبهين لثكالى بلادهم ، وفي صباح احد الأيام تحركت مجموعة من افراد الشرطة المحليه الى ذات الفندق الذي كانت تلك العائله الصغيره تقيم فيه ، وبناء على بلاغ من ادارة الفندق بإن إحدى الفتيات قد أوصدت عليها باب غرفتها بعد ان تركت رسالة في غرفة والديها تعلن فيها عن نيتها في الإنتحار ، بعد وصول رجال الشرطه لم تكن الفتاة قد انتحرت بعد ، فحاولوا دون جدوى ان يقنعوها بالتخلي عن فكرتها تلك كما كان والدها العجوز يحدثها من وراء الحاجز بإنهم سوف يعودون قريباً لبلادهم المُحرره ، ولكن كل تلك المحاولات سقطت ، فما كان من رجال الشرطه إلا أن يكسروا الباب ليحرروها ، وبعد أن تم لهم ما ارادوه وجدوا الفتاة فاقدة للوعي وبجانبها تشكيلة واسعة من علب الأقراص الطبيه الفارغة والتي عُرف فيما بعد إنها تخص والدها المُسن ، وعلى الفور وبين عويل الأب والأم حمل المُسعفون الفتاة إلى سيارة الإسعاف التي كانت في تنتظر عند مدخل الفندق ، وتم نقل الفتاة إلىأحد المستشفيات القريبه حيث أستطاع الأطباء هناك إنقاذها ، وبعد عدة ايام من مكوثها في المستشفى تماثلت الفتاة للشفاء الكامل ، ولكن لم يستطع اباها بأن يحقق وعده لها بالعودة قريباً إلى بلادهم
هذه إمرأه .. أدماها الطاغوت

س . ص
أما المرأة الأخرى والثالثه في قصتنا فهي شخصية عامه ومرموقه ، ويقال كما تدعي هي لنفسها بإنها اديبة شاعره ، سطرت الشعر فرحاً بدماء الضحايا والأبرياء الذين سلط الطاغوت عليهم سيف جبروته ، وقرأنا في صحف الدجل العربي ما كتبته عنه موصلة اياه لمراتب الآلهه غير آبهة بالدماء التي تنزف بسببه ،وفي حربه الأولى مع جيرانه قالت بإن حذاء جندي من جنوده لأشرف عندها من كل دماء نزفت ومن كل دماء ستنزف ، لم تكترث - كالكثيرين - بثمان سنوات من النعوش ، ثماني سنوات من الموتى والجرحى والدم المسلم لشعبين مسلمين ، لم تكترث سوى بتلميع صورته المُعلقة فوق مدفأة قصرها المترامي ، لم تكترث سوى بإستمراها بالسجود إليه كلما رفع سيف ظلمه على الآخرين ، وحين بدأ الطاغوت في سفك دماء شعبه ، هي لم ترى ولم تسمع فلقد اقفلت عيونها ومسامعها عما يجري عشقاً منها لسيدها ، ولكن وحين امتدت حفلة الزار لتشملها وتشمل الأرض التي تحتويها ، وحين كوتها النار كما كوت الآخرين ، فجأة ادركت بإن الظلم أعمى ، لا يفرق بين صديق وعدو ، بين مقاوم وخاضع ، وفجأة راحت تمزق كل بيت شعر كتبته ولهاً في سيدها ، حالها في ذلك حال كل الآفاقين الذين أُبتليت عروبتنا بهم 
هذه إمرأه .. سجدت للطاغوت وآلهته

الصفحه الرئيسيه