طوى الشراع - اوراق شخصيه

البيان الختامي

نحتج
ونحتج مراراً
ونرفض أن نصبح عاراً
سنستنكر تلك الهجمات الوحشيه
وسنقاوم بروح من التأمل
تلك الهمجيه
وسنقول لشعب فلسطين
ستعود فلسطين عربيه
وسنطلب من امريكا
ان توئد إبنتها
وأن تسحب خيبتها
وسنمهلها يوماً او يومين
وإلا .. قسماً
سنزيد ضجيج حناجرنا
ونضاعف اعداد رسائلنا
للأمم المتحدة
وخالة عمتها
نحن لا نتمنى الشر لأمريكا
ولكن
اذا ما تجاهلت توسلنا إليها
واذا لم تعطف بعض الشيء علينا
سنتحداها
لقد طفح الكيل
سنتحداها
سنقول لا لنساء امريكا
سنقول لا لخمور امريكا
وهذا قرار لا رجعة فيه
اُخذ بالإجماع
واُبلغ بالإسماع
حسب ما اوصى به
قانون بقاء الكرسي
فهنىء
يا شعب فلسطين ..
المنسي

اضغاث احلام

هبت
العاصفة السوداء
تحمل اوراقاً كتبتها
ايدي ساحر
خُلط بالدم الأحمر
وبقايا كلمات
سقطت سهواً
من جسد
يقترب الموت
مُوصية
بأن تُحرق بقايا صاحبها
في ليلة فجر
موشومة بالآهات ..

إرتفع الموج
حمل في ثورته
رماد " القيصر "
المقروء عليه
في ترنيمة شيطان
في عمق الصحراء
وفي داخل كهف
تسكنه ارواحاً
تشقى بالقيدِ
وتتدثر بثياب سود
تطرد البرد القارص فيها
بسكناها حول بئر
حفروه ليؤدي في قعره
لجهنم ..

عند البئر
وقف ذئب
ينتظر إختراق السكين لقلبه
لتنتقل في ساعتها
الروح البرية الساكنة فيه
عبر الزمن الأسود
لحشد من الموتى
ماتوا حداداً
من اجل الحرية ..

قرب البحر
وقف الموعودون بالنصر
اضاؤا الليل بنيران حماستهم
ينتظرون جيوش التحرير
تجلبهم رياح المدِ
وسفناً حربية
تتنكر في هيئة
قوارب صيد ..

فوق سرير النوم
افاق الحالم
إستعاذ بالله 
من الشيطان
أنهى طعام الإفطار
ذهب ذليلاً كعادته
لقصر سادته
قبل كُل الأحذية 
المرصوفه
وعاد كما كان قبل
الحلم خادم !

الدوده

صاحبنا
في داخل رأسه دوده
تتجول محتاره
في داخل مساحته المحدوده
تندب حظها العاثر
ومزايا سكناها المعدوده
دودة قصتنا ثارت
حملت الهاتف ولأقراصه أدارت
آلو
هل هذا وكر الدود الأعظم
دودتكم دوده المحبوبه 
محصوره في داخل رأس غبي
ومُشتاقه
لأن اخرج منه
أو من دنياي المعبوده

رد زعيم الدود عليها:
على رسلك يا دوده
فوالله انت لمحسوده
فصاحبك له رأس
فيها دهون
وقوارير موصوده
وفي داخل داخلها
خمر
فأقيمي الحفل
وادعي للدود يا دوده

: لكنها موصوده
: أو لست دوده !


فرحت دودة قصتنا
دعت للحفل كل الدود
حضرت جواً
دوده شمطاء مُجتره
وضعت الآف الأطنان 
من الأصباغ
لتبدوا اصغر سناً
حضر بحراً
فحل الدود الأكبر
سلم على صاحبة الحفل بشهوه
أثنى على تجاعيد الشمطاء
حضر براً
أفاق الدود المشهور
صاحب نظرية افكار الغير ارددها
سكب لنفسه كأس عنب
أرسلت برقية تبريك
إحدى الدودات المشهورات
خلال رحلة تدليك
فريق تصوير من الدود
حضر للحفل
ارسله
زعيم الدود الفاشيين
طمعاً
في فيلم دعاره
إتصلت بالهاتف
دوده بيضاء
إحتجت بشده
شتمت كل الدود الأسود
الدود الأسود
هدد بكوفي عنان
بمحكمة الحرب
تم إنهاء الحفل
صدر بياناً دودياً اسود
بإعلان الحرب
قبل الدود الأبيض هذا الإعلان
إحتشد الجيشان
أطلقوا صيحات الرعب
عطس الغبي
ومات كل الدود !!

في قبضتهِ حجر 


سال دمي 
رسم خطوطاً طويله وقصيره..رسم ألحاناً بدون قبور..صنع من صراخ طفلي هديراً.. 
ومن إغفاءة عينيه أشاره بحلول الليل.. 
ومن بين ألف عاصفة هبت ..ومن بين شرارات البرق التي صنعت ظلالاً للموت.. 
خرجت قافلة الفرسان..خرجت مكبلة الأيدي..مسلوبة الخيل والسيوف والأدرعه.. 
هاهي تستصرخ ضمير الموتى..تحتمي من غدر ذئاب مرجومه..موشومه بالعار والقبح. 
صاحت أرضي..صرخ طفلي..صرخت أمي..صرخ شعبي..قالوا أني ثائر ثائر ثائر.. 
قالوا أن لي غضب من أقصى الأرض لأقصى الأرض يسافر.. ثائر أنا 
القاع فيني والقمه..الشيخ عليه عمامه..والطفل يطوي أكمامه..وتلاميذ الأرض.. 
وقبوراً في البحر..أصدافاً يسكنها أجدادي..إن لم تعرف إسئل عني.. 
إسئل عني سيفي..إسئل عني سفناً خشبيه..وقلاع حجريه..وحجارة في أيدي طفلي 
قنابل..ودماء إن نزفت مني فداء للأرض..فرحت..وفرحت أُمي.. 
وأقام أصحابي لي عرساُ منثوراً بالورد.

نادي الثوار

 
من انت ؟
تقرع باب الثورة وكأن الثورة
نادي عراة!!
تأتيها لتخلع فيها عباءات الرده
ومعاطف فروٍ جلبتها فتوحات النخاسين
 لبيوت المال..
قف !!
إن الثورة يا هذا محصورة في أبطال..
عبروا فوق الشعب بدبابه
ابطال امروا الشعب بضرب الشعب..
بحرابه
فهيا قف
لا داعي لتكرار الأمر عليك
قف .. وتقلص
أمام قدرة ثورتنا الثوريه
دعنا نتمدد من داخل إذنيك إلى عقلك
ولا تستغرب أو تتعجب
فمن فرط الحرص عليك
أممناك أنت وزوجك
وأطفالك والبيت والأحلام وصوتك
فأبشر..
ما عُدت مُخيراً في الأمر كما كنت

دخل المذهول من باب الثورة ليخرج من الباب الآخر
راح يترحم على الحاكم بأمره
كان زمن الحاكم بأمره زمناً ممتازاً
في زمنه .. لا ضوضاء
لا إزعاج بالمره
تنام مرتاحاً .. وتصحو
والرؤية عندك لا تتغير..
فصور الحاكم بأمره كعادتها على الجدران تُبشر بالمجد له
والخطب الرنانه يفخر بها التلفاز والمذياع ونفاق بطانته
الحاكم بأمره أطيب من أحلى طيبه
حليمُ ..ُ لا يغضبه سوى إفتراءات القوم وبذاءتهم
فلا لوم عليه إن ثار وأزهق من الأرواح قليلاً
إلا يكفيه تعب السلطه ؟؟
كم أنت جحوداً يا شعب الرده..


هيه ..إصحو من نومك يا هذا
من هذا ؟
هذا !
هذا من جاء ليغير عالمنا بالمره
لا يفرق في قانونه ما بين الجارية والحره!!
ففي سرير النوم مُتسع لكل الأحلام
نعرفه .. ينصب للريح الوادعة شباكه
والريج للإعصار تجره

هيه ..إصحو من نومك يا هذا
من هذا ؟
هذا !!
دعني أنظر لكتاب الشرح
إن جاء العربي بعقالاً
فلا تسأله من اين أتيت..
إحني لماله قامتك
وقل له ويلكوم
أنت في بلاد الفرنجه
ماله ماءً زلالاً
وأنت ( السفنجه )

هيه ..إصحو من نومك يا هذا
من هذا ؟
هذا !!
هذا رجعي متأصل
أهلكنا منذ قيامه..
من هذا الزمن المتحضر

وهذا ؟؟ !!
هذا إنسانُُ
لكنه طاغوت
وهذا؟؟
هذا جثه تحكم من داخل تابوت
وهذا ؟؟
هذا صديق الكشافه
وهذا؟؟
هذا وعد الله لأحبابه
وهذا؟؟
وهذا؟؟

فقد المذهول صوابه

هذا المسكين..
منذ عرفناه
وهو يحلم بالسلطه
يقول بإن احلامه غير إراديه
ويقول بإن الأحلام تبدأ عنده ..
بإمرأة حلوه
بقصة حب..بعشق وغرام
لكن..وفي منتصف الحلم
يفاجئه سوء الحظ
بإعلانات ..سياسيه.

شاعر 

وأجتزنا البوابه 
ومشينا طويلاً 
حتى وصلنا مدينتنا 
ونحن بأكمل زينتنا 
وأمام مدخلها السحري 
رأينا شيئاً كمالقبر 
فأستوقفنا طفلاً يلعب 
!وسألناه : لمن القبر ؟ 
قال لنا – وكأن احداً صفعه – 
هو قبر أبي 
كان يكتب الشعر 
وقبل أن يرحل عني قال 
أن الظلم أسقطه 
وأوصاني بحرق جميع قصائده 
حتى لا تأسرها الأشياء 
هناك 
على الأطلال وقفنا 
وبكينا بملء القلب 
حين رأينا 
إنك تفتقد الزوار 
وهناك 
نزعنا أثواب العيد 
وزينتنا 
فتوضئنا 
وجئنا نصلي فوق القبر 
ولما فرغنا 
تذكرنا 
إنا لما رحلنا 
ما ودعناك 
وندمنا 
كيف تركناك تموت 
كيف ببراءتنا قتلناك 
كيف مضينا للحرب 
وأنت لست قائدنا 
ويوم فرغنا من الحرب 
بحثنا عنك 
لنسئلك الاستسلام 
فما وجدنا 
غير أفواه 
تتلفظ بنبأ رحيلك 
فرحلنا ورائك 
وبحثنا في غربتك 
عن إسمك 
وآثار حذائك 
لكنا يأسنا 
ورجعنا 
ننتظر حرباً أخرى 
.بلا استسلام


الرحيل مع القافله 

حينما ترتحل الدموع مع القافله 
وترتطم العيون بالطريق 
والقلوب بالأشواق 
ويتورم الإحساس بمرارة الرحيل 
تدفعني ذاكرتي إلى الوراء 
إلى سنتين أو أكثر 
إلى صديق غالٍ 
إختار الصفح قبل الإدانه 
والمشورة قبل القرار 
..وهاهو الآن ككل الراحلين 
يرتحل 
ياسيدي المرتحل 
حين تكون راحلتك تابوتاً 
وطريقك قبراً مجهول 
تصبح الحياة بلاهة 
والعشق غباء لا يُحتمل 
ياسيدي المُرتحل 
إن نتائج رحيلك 
جعلت من الواجب علي 
أن أوثق كلماتي بحنجرتي 
وأن أوثق بالأغلال حريتي 
وأن أنزع من قلبي عاطفتي 
.ومن أقرب باب..ارتحل


الزمن الصعب

وقفت تتكىء الزمن الصعب وتئن
كرياح تحشر عواصفها ما بين عتبات الإبواب
وقدرة ثورتها
وتتسائل ما بين فجوات القدر المر
...لما الأحزان آسيرتها
مللت يارب القدر المسكون بالعقم
مللت يارب ان أكون عابرة سبيل
مللت أن لا يكون لي
طفلاً يحبو على الحضن ويلعب
مللت يارب هذا الصبر السارق للعمر
..فأين الفرسان

..لا فرسان 
ففرسان قبيلتنا تواروا
ما بين حروب البارات
..وخيام الرايات الحمر 
فآه
من الزمن الأحمر في قبيلتنا
...إني يارب مللتُ أن اوئد كل صباح
وكباقي صبايا الحي تقيدني
قوانين الردة
وقوانين البدعه
وكلما حلمتُ بإن لي حلماً
يحلمُ بخيال ينقذني من هذا الضيم
..يجييء كبير قبيلتنا
يحمل ما بين طيات ردته
تعويذة سحر .. وميثا ق البدعه
صبئت تلك الأنثى
إجلودها ما بين الإذنين
وقصوا ما قيل بإنه زينتها
وضعوها عند حبال الخيمة
بلا زاد يصلب قامتها أو ماء يرويها
وإن جاء الليلُ.. ومن بعده صبح
دون أن يقربها شيطاناً أو ذئب
فالأنثى بريئه .. من كل الذنب
إذن نطلق سراح عقيلتها ؟
بئس العقل !!
بئس الأمر !!
أنسيتم بإنها حلمت بالأمر..وتمادت!!

ثارت ثائرة الأبطال
والحانات أقفلت ابواب حظيرتها
لا خمر هذا اليوم
لا عهر
فالشرف العربي الغالي مُهدد
سارت قافلة الفرسان
وصلوا الخيمة
رفع اللات سيفه
قطع الرأس الحالم
أثنى العُزى على الأبطال
على النصر
على الرده

عاش هُبل
عاش هُبل


اعلان فك ارتباط بين العبد وبين الله 

ما عُدنا نصلي 
ما عُدنا نحج نحو البيت 
ما عُدنا نؤمن بوجود الله 
فهذا الله 
إلهاً موقوتاً 
صلينا من اجله 
كما صلى الأباء والأجداد
للشمس والحجر والأبراج 
ونحن تعلمنا 
وصرنا افضل 
وآمنا بالعلم 
ولإن العلم ينفي وجود الله 
فلقد طلقنا الدين 
هذا الأفيون الخداع 
وذهبنا بعيداً 
حيث يتواجد 
كأس الخمر وإمرأة البار 
وذهبنا وأعلنا أحكام الإنكار 
ومشينا..مشينا كثيراً..حتى تعبنا 

إعلان إعادة إرتباط بين الله وبين العبد 

وبعد هذا المشوار التاريخي 
هذا التحول الخطير في منهجنا 
نعود بالتوبة نحو الدين 
فنحن عرفنا إنا أخطئنا 
وتألمنا لهذا الخطأ القاتل 
وعُدنا نحو الله 
نأمل أن يغفر 
هذا الكم الهائل من الآثام 
فنحن ندمنا 
وتعلمنا 
إن العلم من آيات الله 
وإن العلم يشهد 
لا ينفي وجود الله

يوسف .. لن يعود ثانية

سرق الألباب
هذا الطفل الخارج لتوه للدنيا..القابلة التي اشرفت على ولادته هرعت تبشر نساء الحي

 سلمى رُزقت بطفل:
 اخيرا..بعد خمس بنات:
 وجهه نورانيا..ولم يخرج يبكي دنياه كباقي الأطفال:
 هل أسموه:
 يوسف .. اسماه ابوه يوسف:

فرح الأب..وفرحت الأم..والأخوات الخمس
ابا يوسف..اقام حفلا دينياً..ذبح الأغنام..وأنعم بالأموال على فقراء قريته..شكراً للرب على نعمته..كم صلى هذا المسكين يرجوا خالقه بولد..فتىً يحمل اسمه ويسنده عند العجز..ام يوسف ..القادمة من ارض الخصب وبلاد النهرين..راحت تعد العدة لأن توفي بالنذر..نذرت سلمى بأن تطعم عشرة مساكين لشهر كامل..وبأن تقرأ القرآن صدقة ..لموتى لا أهل لهم
اخوات يوسف الخمس..اشرق جمالهن الآخاذ مرة اخرى..بعد ان ..بهت حزناً لحال الأبوين 
بعد ستة شهور..الأخت الكبرى تُزف للزوج الطارق ابواب ..عنوستها

 حمداً لله على ما أعطانا:
 صبرت أبنتنا ونالت:

ليلى..ذات الوجه الملائكي..والإبتسامة الخجلى..تقاطيع وجهها الهادئة جدا..تهدي الآخرين أملاً لا محدوداً..وللأنفس التي أتعبها هذا الزمن المُر..باقة ورد
ليلى..كانت للعائلة أماً أخرى..وكلما أثقل التعب قلب سلمى..تصبح ليلى أُماً..وبرحيلها اصبح للحياة طعم آخر..طعم ممزوج بالفرحة لزواجها الذي تأخر طويلاً..وبالحزن الذي يظهر حين يأتي كل صباح..بدون أن يخترقه صوت ليلى

سنة مضت..وقبلها ستة شهور..كان يوسف فيها لا يفارق حضن ليلى..أحبته حتى الجنون..ورعته..جنباً الى جنب مع امها واباها وشقيقاتها..ويوم الفراق..وحين إنتقلت الى بيتها الجديد..حيث زوجها الذي أحبها وأحبته..يومها..بكت ليلى كما لم تبكي من قبل..لم تحتمل فراق يوسف..أخاها..الذي ما ..زال يحبو
بكته..أكثر حتى من امه التي اعطته الحياة

 ابي..لماذا لا تأخذ يوسف غداً لحكيم قريتنا:
 هل به عله:
 لا لا .. لكنه آوان التطعيم يا ابي:
لا بأس..اخبري أمك بأن تستعد غداً لمرافقتي:
 انا سأرافقك ياأبي:

في اليوم التالي..كان حكيم القرية الوحيد يستعد لحقن يوسف..كان الحكيم ذوو شهرة واسعة جدا..وكان اهل القرية لا يثقون بحكيماً سواه..رغم إنه كان الوحيد فيها !! تعالى صراخ الصغير..نبض قلب ليلى..عشرات المرات..خائفاً .. من شيء لا يعرفه..لكنه أحس به..سارعت في إحتضانه 

 لا تبكي يا يوسف:
 لا تبكي يا يوسف:

مر يوم..يومان..شهور عده..وصحة يوسف يهاجمها سر لا يعرفه احد..عيناه الجميلتين توارتا وراء جحوظ متعاظم..شحب لونه..طمأن حكيم القرية عائلة يوسف

 أطمئنوا..هزال بسيط..كل ما في الأمر هزال بسيط:
صرخت ليلى في وجه حكيم القرية
 يوسف يتلاشى..يوسف يتلاشى:
 انت مُتعبة ..خذي قسطاً من الراحة يا ليلى:

الراحه..كانت أبعد ما تكون عن ليلى..زوجها الساكن في بيت آخر..هجرته..من اجل عيون يوسف..أقسمت..بكل ما تبقى لها ..من عمر..بأن ترعاه..وأن لا تغفل عيناها لحظة عنه
ليالي كثيره مضت..إلا إنها جميعاً لم تكن كتلك الليله..حين باغتها فجراً أسود..حاملاً معه صفحة حزن جديده

 ابي..امي..صلاة الفجر حانت:
 ناديه..فاطمه:
 سعاد..منيره:
 هيا..كفاكم نوماً..لا تتأخروا على موعد المدرسه:


أشرقت الشمس..هاهو صوت يوسف يعلن يقظته..حملته بيديها الحانيتين..أطعمته كعادتها..ثم تركته يتربع فوق حضنها الدافيء دوماً..لكن شيئاً غريباً حدث هذه المره..لم يتشاقى يوسف كعادته..لم يحبو يستكشف ارجاء الغرفة كما كل ..صباح

 بحق الله تشاقى يا يوسف:
 بحق الله احبو يا يوسف:

رفع حكيم القرية مطرقته المطاطة..انزلها..رفعها من جديد..انزلها..أعلن بعدها إن ساقا يوسف لن تحمله ..لمكان..لن تحمله حتى لبضعة إنشات
في اليوم التالي..بضعة أشخاص حملوا يوسف..بضعة اشخاص ..دفنوا يوسف..وكل القرية صلت عليه

حكيم القرية..هجر القريه..بعد أن جمع ثروته الصغيره معه..ومضى..لم يتجرأ احداً بأن يعلن بإن أبرة الحكيم الوحيدة..هي التي قتلت يوسف..لحكيم القرية أصدقاء كثيرون..اقوياء..وخطيرون

بعد رحيله بعدة سنوات..رحلت سلمى..زادها رحيل أبنها ..الوحيد تعباً..فما كان للقلب إلا أن يمل نبضه
بقي الأب المُتعب..شيخوخته سرقت منه الذكرى..شقيقات يوسف ..تزوجن جميعاً
بقيت ليلى..ليلى التي فقدت يوسف..وامها سلمى..وزوجها ..الذي مل صحبتها فطلقها

..الشيخوخة..رحمت الأب المتعب
..والجنون 
.رحم ليلى

الراقصة والطبال


بدأت حكاية البطل
:ككل حكايات الأبطال لدينا
خرج الثائر
ينصر شعبه المظلوم
ويبحث عن مجد امته الغابر
2
حتى يصل البطل بثورته
إلى النصر
إنشأ طابوراً من الأموات
عبر فوقه
نحو النصر
3
تفهم الأعراب حرج الموقف
صنعوا العُذر إليه
اباحوا القتل
خلقوا موقف
4
حتى يحمي البطل ثورته
اعاد ترتيب اوراق البيت
ارسل فرق الإعدام شمالاً
ارسلها جنوباً
قتل البطل الأبطال
وحمى مجد الثوره
5
إزداد حماس الأعراب
6
نظر البطل يميناً
وجد عريناً
اسداً منصوراً للتو
فوضى وزحام
فرصه قدمها التاريخ
للبطل الثائر
7
ارسل البطل لأمريكا
رساله سريه
ردت امريكا
بفتوى مُقتضبه..قصيره
وشرعيه
8
أصاب الهلع الأعراب
9
أبدت أمريكا مخاوفها
بإن الأسد جائع
10
إزداد هلع الأعراب
11
أعلن البطل
بدء نزوته الحربيه
أيدت امريكا النزوه
اقام الأعراب زاراً
إستعداداً للعرس
12
أعلنت
راقصة الأعراب الأولى
عن تأييدها للحرب
13
تبرعت الراقصة
بوصلة رقص
أعلنت فيها
بإن البطل
صار إلهاً
14
شكر البطل الراقصة الأولى
وبناءً على رغبتها
أهداها كرتوناً
من احذية الجُند الموتى
15
إزداد سعير الحرب
الدم المُسلم
ينزف بغزاره
والراقصة
ما زالت ترقص
16
أعلن إعلام الأعراب
إن البطل يحمينا
من طمع
..أهل الجيره
أصابتنا الحيره
17
طال أمد الحرب
تأخر إعلان العرس
هجم الفقر على الأعراب
18
إنتهت الحرب
آلاف القتلى
آلاف الجرحى
إنتصرت إسرائيل الكبرى
19
الأيام تدور
اعلن البطل حرباً جديده
هذه المره
فعلاً جديده
20
ارسل الجند
لدولة من دول الأعراب
وفي نصف ساعة
حُذفت
كامل الجُمله
من الإعراب
21
اصابت الدهشة
الأعراب
والإعلام المُناضل
وأمريكا
وراقصة البواسل
22
اعلن مدير التحرير المُكابر
إن البطل الآبي الباسل
خائن
وإنه مجرم حرب
ومحتال
وآفاق
وواهن
23
اطلق
جميع الأعراب بياناً
بحمد الله
وبتكفير
التافه
النذل
المخادن
24
خرج الباسل مدحوراً
من قِبل امريكا
25
اعاد ترتيب البيت
أرسل فرق الإعدام شمالاً
أرسلها جنوباً
26
إعترضت امريكا
قصت اجنحة الدوله
قصفت نصف الشعب
النصف الآخر جاع
بقي الكُرسي
27
إنخفض سعر النفط
28
الراقصة
أقفلت ناديها الليلي
نادي الراقصة الليلي
صار نادٍ للفكر
29
بدأ رحيل الأعراب
30
الباسل ما زال بطلاً
يجلس فوق العرش 
:يقهقه من فرط الفرحة
.عاشت عاشت امريكا

الرحيل طوعاً

طوى الشراع
والعمرُ في لحظة
ثم هوى
ما عاد يحتمل الجراح
ماعاد يحتمل الجراح
فالصبح
طال غيابه
والليل يخشاه الصباح
طوى الشراع
ثم هوى
جاثماً
القلب مات
والعقل استراح
طوى الشراع
فالظلم أدمى بأسه
والعمرُ أفنته الرماح
كان هُنا
لكنه مل إنتظار الموج
تجلبه الرياح
مل إنتظار النور
يبعثه الصباح
كان هُنا
لكنه
قطع بالسيف عُنقه
ثم اخرج الروح السجينة
من عمقه
هيا أرحلي:
نزعت عنك القيد
..واطلقت السراح
كان هُنا
لكنه
طوى الشراع
والعمرُ في لحظة
ثم هوى
ما عاد يحتمل الجراح
ما عاد يحتمل الجراح


مزيداً من الأوراق          

الصفحه الرئيسيه