لا
لتقبيل الإنوف الكريمه
أولاد .....ِ
اُهنئكم ، عفواً
أهنيء سيادتكم
على ما بدا من خير منكم
فمنذ أن جئتم إلينا
ونحن نغرق .. نغرق .. نغرق
نغرق بالخير والعز
وأفراحاً أبديه !!
نتوه .. نتوه
ونحن نخترق الجدران
في داخل قلاعكم المعموره
حتى نصل الطابور ..
طابوراً من آلاف الأفواه المسعوره
المُشتاقة ..
لتقبيل اياديكم ..
او أطراف اصابعكم
حتى ترضون عنهم
حتى لا تهدوهم مشنقة
او سوطاً
او سيفاً محمياً بالظلمِ
سادتي ، عفواً
على الفاظي السوقية
فأنا لم اتربى داخل قصر
لم يطعمني احداً بملعقة ذهبيه
لم يدللني احداً باللغة الفرنسية
انا يا سادتي
لم يصفع وجهي احداً
بملايين الدولارات
او ببئر نفطيه
انا يا سادتي
ابن الشارع المطحون
ابن الحمال والحطاب
وابن الجمعيات الخيريه
فلا تلوموني
إن لم أتربى تربية فوقيه
مغامره
غُرباء هم
من العالم الأمي المُتخلف ..
قد قدموا
قافلة شرقيه
في مدن الغرب تتجول
فرحين بالحرية والصخب
فرحين بأيدٍ ناعمة هناك
تمدهم بشيء أسموه ..
الحب
فرحين حين وجدوا
في بلد الطاقة والذره
بعض كاسات من خمر
فرحين لإنهم في بلد الحريات
إختفوا عن عين الله ..
: أغرباء أنتم ؟
: بلى ، ومن بلد كريه جئنا
لا يملك ما تملكون من ترف
جئنا إلى أحضانكم
هرباً من كبتاً حارق
كان هناك يحتل دقائقنا
ويهددنا بقطع الأعناق
إن احببنا او إشتقنا
: وماذا يا سادة مطلبكم ؟
: جئنا نأخذ بقاياكم
ونشتري بأغلى الأثمان
ما صرتم اليوم تملونه !
:حمداً لسلامتكم
متى من الغربة كانت عودتكم
: ما عُدنا إلا بعدُ ان بلغنا
ودعونا .. ودعونا .. ودعونا
ورفعنا الراية والإيمان
: نُهنيء سيادتكم
على مسعاكم
فالخير بادٍ
منذ ان جئتم
على محياكم
رثُ الثياب
رثُ الثياب
جاء إلينا مُرغماً
ليس هروباً
بل إنسحاب
من الف ظلم
والف عذاب
لم يقل لنا الحكاية
كيف صارت
وكيف النهاية
كان يردد إن الحياة
بكل ما فيها سراب
بكل ما فيها سراب ..
ظنناه يهذي
أعطيناه ماءً بارداً
وبعضُ شراب
هذيء بنا .. ومضى
كأنه ينوي العقاب
غاب شهراً او سنه
صار لحناً وعتاب
صار عمراً للعذاب
رأيناه اخيراً ..
في المقبره
يُغني قرب جثه مُدبره
: اليوم اليوم لا عذاب
فالدنيا
بكل ما فيها سراب
بكل ما فيها سراب
ديمقراطية
مذيع الأخبار
المشهد الأول
البشرى
البشرى يا شعب البشرى
:ما هذا ؟
ما بال مذيع الأخبار يبشرنا
البشرى يا شعب البشرى
قد فاز رئيس دولتنا
بتسعة تسعات
ومن بعد التسعات بقي واحد لإبن الكلب
:إبن الكلب ؟!
من يقصد مذيع الأخبار بإبن الكلب ؟
:والله يا اخي في الغفلة لا ادري
:إبن الكلب يا أخوان
معارض رئيس دولتنا
المشهد الأخير
البشرى
البشرى يا شعب البشرى
:ما هذا ؟
ما بال مذيع الأخبار يبشرنا
البشرى يا شعب البشرى
لقد مات ابن الكلب
وأرتاح شعب أمتنا
من هذا الطاغوت السفاك..
قد مات إبن الكلب
:إبن الكلب ؟!
:من يقصد مذيع الأخبار بإبن الكلب ؟
:والله يا اخي في الغفلة لا ادري
:إبن الكلب يا أخوان
كان رئيس دولتنا.
اللقاء
زرعُُ
هو
أرضٍ هي
جمع من الخير أجتمع
وأنبتت هي
زرع ال هو
الشعب منه أنتفع
نشأ الغلام..
غدا رغيفاً شامخاً
أظل كل الجائعين.
عرس
النار
عرس النار
يخيرنا فلا نختار
ويغرينا إن جئناه بالجنة
وإن لم نأتيه
سيغمرنا بالنار
يخيرنا..فلا نختار
يهمس على أطراف مسامعنا
كيف إن الرب عاقبنا
وكيف إنه أدمى طفولتنا
يخبرنا
كيف مُتنا أحياء
كيف صُرنا أشلاء
كيف تمادى فينا
فيروس القهر
حتى صار العمر جحيماً
والقلب بؤرة نار
عرس النار
عرس فوق العاده
حفل إباده
فيه قرابين بالصدفه
تغدو نطفه
تصبح مخلوقاً مُحتاراً
مابين الحلم
واشرعة النار
عرس النار
حمل تعجز عن حمله
قهرُُ تعجز عن قهره
فيه ضيوف بالجمله
فيه حقد ملء الأرحام
فيه كفر غلب الإيمان
فيه أحلاماً ناقصة البنيه
وإرهاباً إن لم يصنعه الموت
أنشئه فينا..
قانون النار
عرس النار
يخيرنا..مابين الجنة !!
وما بين النار
نموت فيه مراراً ومراراً
لكنا ..
لا ننهار.
شمس
الدين
يُحكى بأن شمس الدين كان يداعب عورته كلما مر
من دكاكين الجنس
..ويطلق صيحات عالية بعمق الآه
..وتتلون الوان الطيف فيه حتى يغدو طاووسا من
فرط الرؤيه
عيون النخاسين تعرفه كأعرابي امتهن التجوال
..في السوق حين تداعبه النشوه
..يداعب بالنظرات السفلى في عينيه اروقة السوق..وسيقان
بضاعتها
..يتمرغ في الحلم الوردي ويحلم
..آه لو إن يميني ملكت كل ما في السوق من ورد :
..آه لو إن يميني
..آه لو
..مل التاريخ الشرقي هذا الحلم
..في كل الصفحات المكتوبه كان شمس الدين يحلم
!!حتى ان شمس الدين نفسه مل هذا الحلم
..ثار كزوبعة موبوئة بالسقم
..اخذ ساقيه لسوق عكاظ
..وعلى اعلى تله..وقف منتشياً يخطب
انا شمس الدين:
وأنا الدين كله
وأنا ذو القدرة والرؤيه
انا الفاصل بين الجنة والنار
لم اشكو في محياي – سوى الحلم –
من عله
وأنا العارف بالآمر
وأنا القادر في فعله
أعلن بأن الورد
والأحلام..والأشياء..وسوق عكاظ
والناس جميعاً في النار
وأنا وحدي
دون الغير ..في الجنه
..جن جنون شمس الدين..افقده الحلم الوردي العقل
!!وأعطاه العله
اصوات
العقل
في منتدياتنا العربيه
..لا تكاد تهدأ الرياح حتى تثور الزوابع
الأصوات العاقلة فيها تكاد لا تسمع بسبب ذلك
الضجيج الهائل الصادر من حروب
..الإخوة للإخوه
..وحروب الأعداء للأعداء
..وضع مثير حقا للحزن والملل وللغثيان ايضا
هذا الخليط العجيب من العقول المتحاربه تظن
بإنها تدخل التاريخ من بوابة
!!المنتديات
البعض منها لا يكل بأن يغزوا الصفحات شاهرا
سيفا
دمويا وممتطيا جمل الفتوى..يشعر بالنشوى حين
يتبول على قامته نصرا شخصيا
..برغم الدين وبإسم الظلم
البعض الآخر أسكرته نرجسيته فائقة الحده فراح
يسطرها فرح ببلوغ الحلم
..ليقيم بعدها حفل ختان للعقل المُكتشف عنده
وآخر يصنع سحرا وينثره فيصبح في نظر القراء في
وضع حياد لكنه وبالأسماء
الأخرى يمارس مع نفسه لواطا ذاتيا ليشبع
رغبته في الإيمان وفي الكفر
..معا
وآخر لا حول له ولا قوه.. مربوط بالقيد من أوله
لآخره..تجره بالذل قطط
..سمان ..وتلك تطعمها غربان تأتي من آخر دنيا
وحين تلعق تلك القطط الوسخ المزمن فيها يثور
هذا البعض ونراه يدور كمسكين
..في دائرة الحيض بلا جدوى
..ولا يبقى إلا صوت العقل
..واصوات العقل هنا محدوده بالأسوار..بدعاوى
التكفير..بإرهاب الجهل
..بأقنعة الزيف وقوانين الخدعه
..والبعض منها لم يتحمل كل هذا القبح..فأنسحب
مختارا طمعا في الطهر
والآخر إختار بأن يبقى كابوسا قهريا في وجه
الكفر
ولأصوات العقل هذه احني القامه
..واشد اليد باليد
تمرد
هلا
أعطيتني يارب حق الإحتجاج
فأنا بحاجة
لأن أشعل النار
وأن أهجر الدار
وبحاجة
لأن أعلن
- وإن ليوم واحدٍ-
كُفري
وأن أشعل البخور
وأقرأ السحرٍ
إني بحاجة يارب
أن أعرف ماذا دهاني
وإن كان للإنسان
حقاً في كياني
فهلا أعطيتني يارب
حق الإحتجاج
وهلا أعطيتني يارب
الحق
في الثورة كالآخرين
ثورتي يارب
لا تطمع في الحُكم
ولا في قطع رقاب المُعارضين
ولن تخُل بالأمنٍ
أو تنازع كراسي الثائرين
كل ما أطمع فيه يارب
ثورة
بيني وبين نفسي
لأعود بعدها تائباً
ككل العائدين
طارق
لمن لا
يعرف طارق
طارق لم يكن مسؤولاً حزبياً
ولا مختاراً في إحدى ضيعات الحرب
ولا كرشاً عربياً مملوءاً بالنفط والغازات
طارق
كان شمعه
في وسط ظلام
كان إنساناً
أعطاه الله حق الحلم
..فراح يحلم
يحلم بالإنسان المسحوق
تُعيد بنائه أحلام الطيف
بلا خوف
بلا رعب من القهر
لمن لا يعرف طارق
قبر طارق
يحرسه جنود الحزب الواحد
تمنع الأزهار من أن تتحدى
أوامر الأخ الأكبر فتنمو وتزهو
وأمه الممنوعة من رؤيته
تقف بعيداً
تتكيء قامات رفاقه وتئن
آه
هذا الحزن السارق للعمر سيُفنيها
هي ترغب قبل الموت بأن تُقبل ترابه
أن تنتحب
- إن كان في الإمكان -
سرابه
أن تشم فيه رائحة العطر
ورائحة الذكرى
لكن الطاغوت يرفض حتى الذكرى
يقتلها
كما يقتل فكره
يسحقها
بقوانين الحزب الواحد
بقوانين الجهل الواحد
يُقتل طارق
يحيا طارق
رغما عن انف الحزب الواحد
رغماً عن انف الحزب الواحد
سيبقى طارق
علماً مغروساً ونوراً حارق
يحرق كل الجهل
واقزام الرده
يحرق كل قوانين الكبت
ويُبقينا عنده
ازهاراً
يعجز جنود الحزب الواحد
أن تمنعها من أن تنمو
افكاراً تختزن الذكرى
وعيوناً
..عن قبر طارق لا تغفو
..عن قبر طارق
.لا تغفو
ثوره
حين يترجل الفكر لأماكن مهجوره
ليسترجع من عمقه إسطوره
عن عشاق ماتوا على ظهر الصوره
عن ثواراً
ظنوا الثورة حلماً
فراحوا يقضون الأيام نوماً
ولما أفاقوا
ما وجدوا الثورة ..ما وجدوا الحلم
ما وجدوا حتى الصوره
ما وجدوا الجنة المسحوره
ما وجدوا الماء العذب يجري من تحت النورا
غضبوا جميعاً.. ثاروا على تلك الخيبه
ساروا في الطرقات
اقتحموا قصر الحاكم
أخذوا الصورة.. حرقوا الصوره..
إنها ثوره ..إنها ثوره..
حقاً إنها ثوره ..ليست حلماً
ليست أحلاماً مأجوره.
العيش
كأسطوره
وكأنني والريح إسطورتين
أنا والريح نمضي
فوق ظهرا ناقتين
الريح تجلب أحزان شعري
وأنا اذرف دمعتين
إحداهما أوجدت بحراً
والأخرى أمطرت في سماء بلدتين
فأما البحر فقد أهدى مياهه للمراكب
وأما المطر فقد روى نخلتين
الريح علمت المراكب صنع الأشرعه
وأنا استظللت بظل النخلتين
أنا والريح إسطورتين
للريح عاهة
ولي عاهتين
عاهة الريح إخلاصها لي
وعاهتي الأولى
إني كتبت لغيرها ألف قصيده
ولها لم أكتب غير قصيدتين
وعاهتي الأخرى إني مضيتُ
في حروبي تحت ظل رايتين
الأولى حبي للحياة
والأخرى إن الموت
صار عندي إحدى راحتين
للحياة عندي ساعة
وللموت فيني ساعتين
أنا والريح إسطورتين
إسطورتين
بل دمعتين
دمعتين.
لماذا
؟؟
عجيب
أمره
حرق ملفه بيدينه
ونسى الشكوى
ونسى أمره
نسى أرضه
نسى كل من باقوها
ورجع بيته
جمع أهله
أعلمهم بأمر هجره
صاب الحزن معظمهم
حطوا أغراضهم على أكتافهم
ومشوا وياه بلا وجهه !!!!!
|