عباس
عباس وراء
المتراس
يقظ منتبه حساس
منذ سنين الفتح يلمع سيفه
ويلمع شاربه أيضا، منتظرا محتضنا دفه
بلع السارق ضفة
قلب عباس القرطاس
ضرب الأخماس بأسداس
(بقيت ضفة )
لملم عباس ذخيرته والمتراس
ومضى يصقل سيفه
عبر اللص إليه، وحل ببيته
(أصبح ضيفه)
قدم عباس له القهوة، ومضى يصقل سيفه
صرخت زوجة عباس: أبناؤك قتلى، عباس
ضيفك راودني، عباس
قم أنقذني ياعباس
عباس ــ اليقظ الحساس ــ منتبه لم يسمع شيئا
(زوجته تغتاب الناس)
صرخت زوجته : عباس، الضيف سيسرق نعجتنا
قلب عباس القرطاس ، ضرب الأخماس بأسداس
أرسل برقية تهديد
فلمن تصقل سيفك ياعباس ؟
(لوقت الشدة)
. اصقل سيفك ياعباس
يا
ابا العينين..ما فتواك في هذا الغلام؟
هل دعا - في قلبه - يوما الى
قلب النظام
لا
وهل جاهر بالتفكير أثناء الصيام
لا
وهل شوهد يمشي للأمام
لا
اذن صلى صلاة الشافعيه
لا
اذن انكر ان الأرض ليست كرويه
لا
ألا يبدو مصابا بالزكام
لا
لنفرض انه نام
وفي النوم رأى حلما
وفي الحلم اراد الأبتسام
لم ينم منذ اعتقلناه
اذن متهم دون اتهام
بدعة واضحة مثل الظلام
إقطعوا لي رأسه
لكنه قام يصلي
هل سنلغي الشرع
من اجل صلاة ابن الحرام
كل شيء وله شيء
تمام
:صدرت فتوى الإمام
يقطع الرأس
وتبقى جثة الوغد تصلي
آه .. ياللي
والسلام
قيصريه
في البلاد العربيه
عندما ترفض ان تولد عبدا
يسحب الجراح رجليك
فتأتي مرغما بالقيصريه
حاملا حرية في يدك اليمنى
وفي اليسرى وصيه
فإذا عشت .. تموت
حسب قانون السكوت
:وكما جئت توافيك المنيه
يسحب الجراح رجليك
الى القبر
.فتمضي مرغماً .. بالقيصريه
آية
النسف
لا تهاجر
كل ما حولك غادر
لا تدع نفسك تدري بنواياك الدفينة
وعلى نفسك من نفسك حاذر
هذه الصحراء ماعادت أمينة
هذه الصحراء في صحرائها الكبرى سجينة
حولها ألف سفينة
وعلى أنفاسها مليون طائر
ترصد الجهر وما يخفى بأعماق الضمائر
وعلى باب المدينة
وقفت خمسون قينة
حسبما تقضي الأوامر
تضرب الدف وتشدو: " أنت مجنون وساحر"
لا تهاجر
أين تمضي ؟
رقم الناقة معروف ، وأوصافك في كل المخافر
وكلاب الريح تجري ولدى الرمل أوامر
أن يماشيك لكي يرفع بصمات الحوافر
خفف الوطء قليلا ، فأديم الأرض من هذي العساكر
لا تهاجر
اخف إيمانك ، فالإيمان ــ أستغفرهم ــ إحدى
الكبائر
لا تقل إنك ذاكر
لا تقل إنك شاعر
تب فإن الشعر فحشاء وجرح للمشاعر
أنت أمي، فلا تقرأ، ولا تكتب ولا تحمل يراعا
أو دفاتر
سوف يلقونك في الحبس، ولن يطبع آياتك ناشر
إمض إن شئت وحيدا، لا تسل أين الرجال
كل أصحابك رهن الإعتقال
فالذي نام بمأواك أجير متآمر
ورفيق الدرب جاسوس عميل للدوائر
وابن من نامت على جمر الرمال في سبيل الله:
كافر
ندموا من غير ضغط
وأقروا بالضلال
رفعت أسماؤهم فوق المحاضر
وهوت أجسادهم تحت الحبال
إمض إن شئت وحيدا ، أنت مقتول على أية حال
سترى غارا ، فلا تمش أمامه
ذلك الغار كمين ، يختفي حين تفوت
وترى لغما على شكل حمامة
وترى آلة تسجيل على هيئة بيت العنكبوت
تلقط الكلمة حتى في السكوت
ابتعد عنه ولا تدخل وإلا ستموت
قبل أن يلقي عليك القبض فرسان العشائر
أنت مطلوب على كل المحاور
لا تهاجر
اركب الناقة واشحن ألف طن
قف كما أنت ورتل آية النسف على رأس الوثن
إنهم قد جنحوا للسلم فاجنح للذخائر
.ليعود الوطن المنفي منصورا إلى أرض الوطن
عندما تذهب للنوم
تذكر ان تنام
كل صحو خارج النوم
!حرام
وخذ الفرشاة والمعجون
وأغسل
ما تبقى بين أسنانك من بعض الكلام
أنت لا تأمن أن يداهمك الشرطة
!حتى في المنام
ربما تشخرُ
أو تعطس
أو تنوي القيام
فدع المصباح مشبوباً
!لكي تدرأ عنك الإتهام
يا صديقي
كل فعل في الظلام
هو تخطيط لإسقاط النظام
**
إحترم حظر التجول
لا تغادر غرفة النوم
إلى الحمام ليلاً
!للتبول
**
قبل أن تنوي الصلاة
إتصل بالسلطات
وأشرح الوضع لها
لا تتذمر
وخذ الأمر بروح وطنيه
يا صديقي
خطرُ..أي إتصال
!بجهات خارجيه
**
عند إفطارك
لا تشرب سوى كوب اللبن
قدح البن منبه
!فتجنبه إذن
قدح الشاي مُنبه
!فتجنبه إذن
يا صديقي
كل شخص مُتنبه
هو مشبوه ، مثير للفطن
يبتغي أن يشعل الوعي
!لإحراق الوطن
**
لك في المطبخ آلات
تُثير الإرتياب
إنتزع أنبوبة الغاز
ولا تنس السكاكين ، وأعواد الثقاب
وسفافيد الكباب
ربما تطبخ شيئاً
وتفوح الرائحه
ما الذي تفعله لو ضبطوا
!عندك هذي الأسلحه ؟
هل ترى تُقنعهم
أنك مشغول بإعداد طبيخ
!لا بإعداد أنقلاب ؟
**
قبل أن تخرج
دع رأسك في بيتك
من باب الحذر
يا صديقي
في بلاد العرب أضحى
كل رأس في خطر
!ما عدا رأس الشَهَر
**
إنتبه عند الإشاره
لا تقف حتى إذا أحمرت
!إذا كنت قريباً من سفاره
**
لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد
ربما قبل حلول الليل
!تُبعد
**
أغلق السمع
ولا تصغِ لأبواق الخيانه
ليس في التحقيق ذُل
أو عذاب ، أو إهانه
أنت في التحقيق موفور الحصانه
ربما يشتمك الشرطي
من باب المَيَانه
!هل تُسمي ذلك اللطف إهانه؟
ربما تُربط في مروحة السقف
لكي تصبح في أعلى مكانه
!هل تسمي ذلك العز إهانه؟
ربما مصلحة التحقيق تضطر المحقق
أن يجس النبض من كل الزوايا
ويدقق
!!!فإذا جسك في ظهرك
أو ثبت فيه الخيزرانه
لا تظن الأمر ذلا
أو عذاباً أو مهانه
يا صديقي
!!!إن إثبات العصا في الظهر
إجراء ضروري
لإثبات الإدانه
**
لا تمت منتحراً
لا تسلم الروح لعزرائيل
في وقت الوفاة
ليس من حقك
أن تختار نوعية أو وقت الممات
إنتبه
!لا تتدخل في إختصاص السلطات
عائدون
هرم الناس وكانوا يرضعون
عندما قال المغني عائدون
يافلسطين وما زال المغني يتغنى
وملايين اللحون
في فضاء الجرح تفنى
واليتامى من يتامى يولدون
يافلسطين وأرباب النضال المدمنون
ساءهم مايشهدون
فمضوا يستنكرون
ويخوضون النضالات على هز القناني وعلى هز البطون
عائدون
ولقد عاد الأسى للمرة الألف، فلا عدنا ولاهم يحزنون
وطني ثوب مُرقع
كل جزء فيه مصنوع بمصنع
وعلى الثوب نقوش دمويه
فرقت أشكالها الأهواء
لكن
:وحدت ما بينها نفس الهويه
عِفة واسعة تشقى
!وعهر يتمتع
وطني : عشرون جزاراً
يسوقون الى المسلخ
!قطعان خراف آدميه
وإذا القطعان راحت تتضرع
لم تجد عينا ترى
أو أذناً من خارج المسلخ..تسمع
فطقوس الذبح شأن داخلي
والأصول الدوليه
تمنع المس بأوضاع البلاد الداخليه
إنما تسمحُ أن تدخل أمريكا علينا
في شؤون السلم والحرب
وفي السلب وفي النهب
وفي البيت وفي الدرب
وفي الكتب
وفي النوم
وفي الأكل وفي الشرب
!وحتى في الثياب الداخليه
فإذا ما ظلت التيجان تلمع
وإذا ظلت جياع الكوخ
تستجدي بأثداء عذاراها لتدفع
وكلاب القصر تبلع
وإذا لم يبقى من كل أراضينا
سوى متر مربع
يسعُ الكرسي والوالي
!فإن الوضع في خير..وأمريكا سخيه
فرقتنا وحدة الصف
على طبل ودف
وتوحدنا بتقبيل الأيادي الأجنبيه
عرب نحن..ولكن
أرضنا عادت بلا أرضِ
وعُدنا فوقها دون هويه
فبحق ( البيت ) ل
..والبيت المقنع
وبجاه التبعيه
أعطنا يا رب جنسية أمريكا
لكي نحيا كراماً
!!في البلاد العربيه
أصنام البشر
يا قدس معذرة ومثلي ليس يعتذر
مالي يد في ما جرى فالأمر ما أمروا
وأنا ضعيف ليس لي أثر
عار علي السمع والبصر
وأنا بسيف الحرف أنتحر
وأنا اللهيب وقادتي المطر
فمتى سأستعر؟
لو أن أرباب الحمى حجر
لحملت فأسا فوقها القدر
هوجاء لا تبقي ولا تذر
لكنما أصنامنا بشر
الغدر منهم خائف حذر
والمكر يشكو الضعف إن مكروا
فالحرب أغنية يجن بلحنها الوتر
والسلم مختصر
ساق على ساق، وأقداح يعرش فوقها الخدر
وموائد من حولها بقر
ويكون مؤتمر
هزي إليك بجذع مؤتمر يساقط حولك الهذر
!عاش اللهيب ويسقط المطر
زنزانة
صدري أنا زنزانة قضبانها ضلوعي
يدهمها المخبر بالهلوع
يقيس فيها نسبة النقاء في الهواء
ونسبة الحمرة في دمائي
وبعدما يرى الدخان ساكنا في رئتي، والدم في قلبي كالدموع
يلومني لأنني مبذر في نعمة الخضوع
شكرا طويل العمر إذ أطلت عمر جوعي
لو لم تمت كل كريات دمي الحمراء، من قلة الغذاء
لانتشل المخبر شيئا من دمي ثم ادعى بأنني شيوعي
شعراء البلاط
من بعد طول الضرب والحبس
والفحص، والتدقيق، والجس
والبحث في أمتعتي، والبحث في جسمي، وفي نفسي
لم يعثر الجند على قصيدتي، فغادروا من شدة اليأس
لكن كلبا ماكرا أخبرهم بأنني أحمل أشعاري في ذاكرتي
فأطلق الجند شراح جثتي وصادروا رأسي
تقول لي والدتي: "يا ولدي، إن شئت أن تنجو من النحس
وأن تكون شاعرا محترم الحس
سبح لرب العرش واقرأ آية الكرسي
ثورة الطين
وضعوني في إناء
ثم قالوا لي تأقلم
وأنا لست بماء
أنا من طين السماء
أنا من روح السماء
وإذا ضاق إنائي بنموي يتحطم
خيروني بين موت وبقاء
بين أن أرقص فوق الحبل، أو أرقص تحت الحبل
فاخترت البقاء: قلت أعدم
قلت أعدم
فاخنقوا بالحبل صوت الببغاء
وأمدوني بصمت أبدي يتكلم
سواسية
سواسية
نحن كأسنان كلاب البادية
يصفعنا النباح في الذهاب والإياب
يصفعنا التراب
رؤوسنا في كل حرب بادية
والزهو للأذناب
وبعضنا يسحق رأس بعضنا كي تسمن الكلاب
سواسية
نحن جيوب الدالية
يديرنا ثور زوى عينيه خلف الأغطية
يسير في استقامة ملتوية
ونحن في مسيره نغرق كل لحظة في الساقية
يدور تحت ظلة العريش
وظلنا خيوط شمس حامية
ويأكل الحشيش
ونحن في دورته نسقط جائعين كي يعيش
نحن قطيع الماشية
تسعى بنا أظلافنا إلى الحتوف
على حذاء الراعية
وأفحل القادة في قطيعنا خروف
نحن المصابيح ببيت الغانية
رؤوسنا مشدودة في عقد المشانق
صدورنا تلهو بها الحرائق
عيوننا تغسل بالدموع كل زاوية
لكنها تطفأ كل ليلة عند ارتكاب المعصية
نحن لمن؟
ونحن من؟
زماننا يلهث خارج الزمن
لا فرق بين جثة عارية وجثة مكتسية
سواسية
موتى بنعش واحد يدعى الوطن
أسمى سمائه كفن
بكت علينا الباكية
ونام فوقنا العفن
عصر العصر والسحق
أكاد لشدة القهر
أظن القهر في أوطاننا يشكو من القهر
ولي عذري
فإني أتقي خيري لكي أنجو من الشر
فأخفي وجه إيماني بأقنعة من الكفر
لأن الكفر في أوطاننا لا يورث الإعدام كالفكر
فأنكر خالق الناس
ليأمن خانق الناس
ولا يرتاب في أمري
وأحيي ميت إحساسي بأقداح من الخمر
فألعن كل دساس، ووسواس، وخناس
ولا أخشى على نحري من النحر
لأن الذنب مغتفر وأنت بحالة السكر
ومن حذري
أمارس دائما حرية التعبير في سري
وأخشى أن يبوح السر بالسر
أشك بحر أنفاسي
فلا أدنيه من ثغري
أشك بصمت كراسي
أشك بنقطة الحبر
وكل مساحة بيضاء بين السطر والسطر
ولست أعد مجنونا بعصر السحق والعصر
إذا أصبحت في يوم أشك بأنني غيري
وأني هارب مني
وأني أقتفي أثري ولا أدري
إذا ما عدت الأعمار بالنعمى وباليسر
فعمري ليس من عمري
لأني شاعر حر
وفي أوطاننا يمتد عمر الشاعر الحر
!إلى أقصاه: بين الرحم والقبر
ثارات
قطفوا الزهرة
:قالت
من ورائي برعم سوف يثور
قطعوا البرعم
:قالت
غيره ينبض في رحم الجذور
قلعوا الجذر من التربة
:قالت
إنني من أجل هذا اليوم
خبأت البذور
كامن ثأري بأعماق الثرى
وغداً سوف يرى كل الورى
كيف تأتي صرخة الميلاد
من صمت القبور
تبرد الشمس
!ولا تبرد ثارات الزهور
رقاص الساعة
منذ سنين
يترنح رقاص الساعة
يضرب هامته بيسار، يضرب هامته بيمين
والمسكين، لا أحد يسكن أوجاعه
لو يدرك رقاص الساعة، أن الباعة
يعتقدون بأن الدمع رنين
وبأن استمرار الرقص دليل الطاعة
لتوقف في أول ساعة
عن تطويل زمان البؤس، وكشّف عن سكين
يا رقاص الساعة
دعنا نقلب تاريخ الأوقات بهذي القاعة
وندجن عصر التدجين
ونؤكد إفلاس الباعة
قف وتأمل وضعك ساعة
لا ترقص، قتلتك الطاعة
قتلتك الطاعة
الدولة
:قالت خيبر
شبران.. و لا تطلب أكثر
لا تطمع في وطنٍ أكبر
هذا يكفي
الشرطة في الشبر الأيمن
و المسلخ في الشبر الأيسر
"إنا أعطيناك "المخفر
فتفرغ لحماسٍ و انحر
إن القتل على أيديك سيغدو أيسر
احتمالات
ربما الماء يروب
ربما الزيت يذوب
ربما يحمل ماء في ثقوب
ربما الزاني يتوب
ربما تطلع شمس الضحى من صوب الغروب
ربما يبرأ شيطان،فيعفو عنه غفار الذنوب
.إنما لا يبرأ الحكام في كل بلاد العرب من ذنب الشعوب
وصايا البغل المستنير
:قال بغلٌ مستنير واعظاً بغلاً فتيا
..يا فتى إصغِ إليّا
إنما كان أبوك امرأ سوءٍ
و كذا أمك قد كانت بغيّا
أنت بغلٌ
يا فتى.. و البغل نغلٌ
فإحذر الظن بأن الله قد سواك نبيّا
يا فتى.. أنت غبي
حكمة الله، لأمرٍ ما، أرادتك غبيّا
فاقبل النصح
تكن بالنصح مرضياً رضيّا
أنت إن لم تستفد منه فلن تخسر شيّا
يا فتى.. من أجل أن تحمل أثقال الورى
صيرك الله قويّا
يا فتى.. فاحمل لهم أثقالهم مادمت حيّا
و استعذ من عقدة النقص
فلا تركل ضعيفاً حين تلقاه ذكيّا
يا فتى.. احفظ وصاياي
تعش بغلاً
و إلاّ
!ربما يمسخك الله رئيساً عربيّا
انحناء السنبلة
أنا من تراب وماء
خذوا حذركم أيها السابلة
خطاكم على جثتي نازلة
وصمتي سخاء
لأن التراب صميم البقاء
وأن الخطى زائلة
ولكن إذا ما حبستم بصدري الهواء
سلوا الأرض عن مبدأ الزلزلة
سلوا عن جنوني ضمير الشتاء
أنا الغيمة المثقلة
إذا أجهشت بالبكاء
فإن الصواعق في دمعها مرسلة
أجل إنني أنحني فاشهدوا ذلتي الباسلة
فلا تنحني الشمس إلا لتبلغ قلب السماء
ولا تنحني السنبلة
إذا لم تكن مثقلة
ولكنها ساعة الإنحناء
تواري بذور البقاء
فتخفي برحم الثرى ثورة مقبلة
أجل إنني أنحني تحت سيف العناء
ولكن صمتي هو الجلجلة
وذل انحنائي هو الكبرياء
لأني أبالغ في الإنحناء
لكي أزرع القنبلة
التهمة
كنت أسير مفردا أحمل أفكاري معي
ومنطقي ومسمعي
فازدحمت من حولي الوجوه
قال لهم زعيمهم خذوه
سألتهم ما تهمتي؟
."فقيل لي: "تجمع مشبوه
حبسة حرة
إختفى صوتي
فراجعت طبيبي في الخفاء
قال لي: ما فيك داء
حبسة في الصوت لا أكثر
أدعوك لأن تدعو عليها بالبقاء
قَدَرٌ حكمته أنجتك من حكم القضاء
حبسة الصوت
ستعفيك من الحبس
و تعفيك من الموت
و تعفيك من الإرهاق
ما بين هروبٍ و اختباء
و على أسوأ فرض
سوف لن تهتف بعد اليوم صبحاً و مساء
بحياة اللقطاء
باختصار
أنت يا هذا مصابٌ بالشفاء
انتفاضة
خل الخطاب لمدفع هدار
واحرق طروس النثر والأشعار
وانهض فأصفاد الأسار لساكن
ومسرة التيسير للسيار
كم عازف عن جدول متوقف
ومتابع ميل السراب الجاري
لولا اصطراع الأرض ما قامت على
يم الدجن سوابح الأقمار
وقوافل الغيث الضحوك شحيحة
وكتائب الغيم الكظيم جواري
فاقطع وثاق الصمت واستبق الخطى
كالطارئات لحومة المضمار
أنت القوي فقد حملت عقيدة
أما سواك فحاملو أسفار
يتعلقون بهذه الدنيا وقد
طبعت على الإيراد والإصدار
دنيا وباعوا دونها العليا
فبئس المشتري، ولبئس بيع الشاري
ويؤملون بها الثبات فبئسما
قد أملوا في كوكب دوار
أنت القوي فقل لهم لن أنثني
عما نويت وشافعي إصراري
لن أنثني فإذا قتلت فإنني
حي لدى ربي مع الأبرار
وإذا سجنت فإنما تتطهر
الزنزانة السوداء في أفكاري
وذا نفيت عن الديار فأينما
يمضي البريء فثم وجه الباري
وإذا ابتغيتم رد صوتي بالذي
مارد عن قارون قرن النار
فكأنما تتصيدون ذبابة
في لجة محمومة التيار
إغرائكم قدر الغرير، وغيرتي
قدر بكف مقدر الأقدار
شتان بين ظلامكم ونهاري
شتان بين الدين والدينار
الفتنة اللقيطة
إثنان لا سواكما، والأرض ملك لكما
لو سار كل منكما بخطوه الطويل
.لما التقت خطاكما إلا خلال جيل
فكيف ضاقت بكما فكنتما القاتل والقتيل؟
قابيل.. يا قابيل
لو لم يجئْ ذكركما في محكم التنزيل
!لقلت: مستحيل
من زرع الفتنة ما بينكما
ولم تكن في الأرض إسرائيل؟