المفترى عليه
:قال مِحقان بن بلاّع ال.. عصير
قيل إني لي عقارات
.ولي مال وفير
إنه وهم كبير
كل ما أملكه خمسون قصراً
.أتّقي القيظ بها والزمهرير
أين أمضي
من سياط الحر والبرد؟
!أطير؟
ورصيدي كله
ليس سوى عشرين مليارا
!فهل هذا كثير؟
آه لو يدري الذي يحسدني
كيف أجير
منه مأكولي ومشروبي
وملبوسي ومركوبي
.وبترول الفوانيس.. وأقساط السرير
وعليه الشاي والقهوة والتبغ
.وفاتورة ترقيع الحصير
لا.. وهذا غير حفّاظات
!مِحقان الصغير
ما الذي يبغونه مني؟
أأستجدي.. لكي يقتنعوا أني فقير؟
وأشاعوا أنني أنظر للشعب
!كما أنظر للدود الحقير
!!فووووو
إلهي.. أنت جاهي
.بك منهم أستجير
قسماً بإسمك إني
عندما أرنو لشعبي
!لا أرى إلا الحمير
!ويقولون ضميري ميت
!كيف يصير؟
هل لأتاهم خبر عما بنفسي
!أم هم الله الخبير؟
..كذبوا
فالله يدري
أنني من بدء عمري
!لم يكن عندي ضمير
بيت وعشرون راية
أسرتنا بالغة الكرم
تحت ثراها غنم حلوبة، وفوقه غنم
تأكل من أثدائها وتشرب الألم
لكي تفوز بالرضى من عمنا صنم
أسرتنا فريدة القيم
وجودها عدم
جحورها قمم
لا آتها نعم
والكل فيها سادة لكنهم خدم
أسرنا مؤمنة تطيل من ركوعها
تطيل من سجودها
وتطلب النصر على عدوها من هيئة الأمم
أسرتنا واحدة تجمعها أصالة، ولهجة، ودم
وبيتنا عشرون غرفة به
لكن كل غرفة من فوقها علم
يقول إن دخلت في غرفتنا فأنت متهم
أسرتنا كبيرة، وليس من عافية أن يكبر
الورم
على باب الشعر
حين وقفت بباب الشعر
فتش أحلامي الحراس
أمروني أن أخلع رأسي
وأريق بقايا الإحساس
ثم دعوني أن أكتب شعرا للناس
فخلعت نعالي بالباب وقلت خلعت الأخطر يا حراس
هذا النعل يدوس ولكن هذا الرأس يداس
بلاد العرب
بعد ألفي سنة تنهض فوق الكتب
نبذة عن وطن مغترب
تاه في ارض الحضارات من المشرق حتى المغرب
باحثا عن دوحة الصدق ولكن
عندما كاد يراها حية مدفونة وسط بحار اللهب
قرب جثمان النبي
مات مشنوقا عليها بحبال الكذب
وطن لم يبق من آثاره غير جدار خرب
لم تزل لاصقة فيه بقايا
من نفايات الشعارات وروث الخطب
…عاش حزب ال…، يسقط الخا
عائدو...، والموت للمغتصب
وعلى الهامش سطر
أثر ليس له اسم
إنما كان اسمه يوما بلاد العرب
خلود
:قال الدليل في حذر
إنظر.. وخذ منه العبر
إنظر.. فهذا أسد
له ملامح البشر
قد قُدَّ من أقسى حجر
أضخم ألف مرة منك
وحبل صبره
أطول من حبل الدهر
لكنه لم يُعتبر
كان يدس أنفه في كل شيء
فانكسر
!هل أنت أقوى يا مطر؟
كان "أبو الهول" أمامي
أثراً منتصبا
:سألت
!هل ظل لمن كسّر أنفه.. أثر؟
بطولة
هذه خمسة أبيات كخمسين مقال
هي أقصى ما يقال
والذي يسأل عن معنى سطوري
يجد المعنى مذابا في السؤال
قال أمسكت بلص يا رجال
قيل أحضره، فقال حمله يهلكني
قيل دعه وتعال
!قال حاولت ولكن هو لا يتركني
حي على الجماد
حي على الجهاد
كنا وكانت خيمة تدور في المزاد
تدور ثم إنها تدور ثم إنها يبتاعها الكساد
حي على الجهاد
تفكيرنا مؤمم وصوتنا مباد
مرصوصة صفوفنا كلا على انفراد
مشرعة نوافذ الفساد
مقفلة مخازن العتاد
والوضع في صالحنا والخير في ازدياد
حي على الجهاد
رمادنا من تحته رماد
أموالنا سنابل مودعة في مصرف الجراد
ونفطنا يجري على الحياد
والوضع في صالحنا فجاهدوا يا أيها العباد
رمادنا من تحته رماد
من تحته رماد
من تحته رماد
حي على الجماد
عكاظ
الأرض: ثغرى أنهر
لكن قلبي نار
البحر: أُبدي بسمتي
وأضمر الأخطار
الريح: سِلمي نسمة
وغضبتي إعصار
الغيم: لي صواعق
تمشي مع الأمطار
الصمت: في بالي أنا.. تزمجر
الأفكار
الصخر: أدنى كرمي أن أمنح
الأحجار
لأشرف الثوار
النسر: رأيي مخلب
ومنطقي منقار
النمر: نابي دعوتي
وحجتي الأظفار
الكلب: لست خائناً
ولست بالغدار
بل أنا أحمي صاحبي،
وأعقر الأشرار
الجحش: نوبتي أنا
بعد الأخ المنهار
العربي: ليس لي شيء سوى الأعذار
والنفي والإنكار
والعجز والإدبار
والإبتهال، مرغماً، للواحد
القهار
بأن يطيل عمر من يقصِّر
الأعمار!
بالشكل إنسان أنا
.. لكنني حمار
الجحش: طارت نوبتي
وفخر قومي طار
..أي إفتخار يا ترى
!من بعد هذا العار؟
المخبر
عندي كلام رائع لا أستطيع قوله
أخاف أن يزداد طيني بلة
لأن أبجديتي
في رأي حامي عزتي
لا تحتوي غير حروف العلة
فحيث سرت مخبر يلقي علي ظله
يلصق بي كالنملة
يبحث في حقيبتي
يسبح في محبرتي
يطلع لي في الحلم كل ليلة
حتى إذا قبلت يوما طفلتي
أشعر أن الدولة
قد وضعت لي مخبرا في القبلة
يقيس حجم قبلتي
يطبع بصمة لها عن شفتي
يرصد وعي الغفلة
حتى إذا ما قلت يوما جملة
يعلن عن إدانتي، ويطرح الأدلة
لا تسخروا مني، فحتى القبلة
تعد في أوطاننا حادثة تمس أمن الدولة
الخلاصة
أنا لا أدعو
إلى غير السراط المستقيم
أنا لا أهجو
سوى كل عُتلٍ و زنيم
و أنا أرفض أن
تصبح أرض الله غابة
و أرى فيها العصابة
تتمطى وسط جنات النعيم
و ضعاف الخلق في قعر الجحيم
هكذا أبدع فنّي
غير أني
كلما أطلقت حرفاً
أطلق الوالي كلابه
آه لو لم يحفظ الله كتابه
لتولته الرقابة
و محت كلّ كلامٍ
…يغضب الوالي الرجيم
و لأمسى مجمل الذكر الحكيم
خمسُ كلماتٍ
كما يسمح قانون الكتابة
هي:
قرآن كريم"
"صدق الله العظيم
سلاطين بلادي
الأعادي
يتسلون بتطويع السكاكين
وتطبيع الميادين
وتقطيع بلادي
وسلاطين بلادي
يتسلون بتضييع الملايين
وتجويع المساكين
وتقطيع الأيادي
ويفوزون إذا ما أخطئوا الحكم بأجر الاجتهاد
عجبا، كيف اكتشفتم آية القطع، ولم تكتشفوا رغم العوادي
آية واحدة من كل آيات الجهاد
الحل
أنا لو كنت رئيساً عربيا
لحللت المشكلة
و أرحت الشعب مما أثقله
أنا لو كنت رئيساً
لدعوت الرؤساء
و لألقيت خطاباً موجزاً
عما يعاني شعبنا منه
و عن سر العناء
و لقاطعت جميع الأسئلة
و قرأت البسملة
و عليهم و على نفسي قذفت القنبلة
بين يدي القدس
يا قدس يا سيدتي معذرة فليس لي يدان
وليس لي أسلحة وليس لي ميدان
كل الذي أملكه لسان
والنطق يا سيدتي أسعاره باهضة، والموت بالمجان
سيدتي أحرجتني، فالعمر سعر كلمة واحدة وليس لي عمران
أقول نصف كلمة، ولعنة الله على وسوسة الشيطان
جاءت إليك لجنة، تبيض لجنتين
تفقسان بعد جولتين عن ثمان
وبالرفاء والبنين تكثر اللجان
ويسحق الصبر على أعصابه
ويرتدي قميصه عثمان
سيدتي، حي على اللجان
حي على اللجان
يحيا العدل
حبسوه
قبل أن يتهموه
عذبوه
قبل أن يستجوبوه
أطفأوا سيجارةً في مقلته
:عرضوا بعض التصاوير عليه
قل.. لمن هذي الوجوه ؟
قال: لا أبصر
قصوا شفتيه
طلبوا منه إعترافاً
حول من قد جندوه
و لما عجزوا أن ينطقوه
..شنقوه
بعد شهرٍ.. برّأوه
أدركوا أن الفتى
ليس هو المطلوب أصلاً
..بل أخوه
و مضوا نحو الأخ الثاني
و لكن… وجدوه
ميتاً من شدة الحزن
فلم يعتقلوه
طاغوتية
في بلاد المشركين
يبصق المرء بوجه الحاكمين
فيجازى بالغرامة
ولدينا نحن أصحاب اليمن
يبصق المرء دماً تحت أيادي المخبرين
ويرى يوم القيامة
عندما ينثر ماء الورد
والهيل بلا إذن على وجه أمير المؤمنين
أوصاف ناقصة
قال: مالشيء الذي يهوي كما تهوي القدم ؟
قلت: شعبي
قال: كلا… هو جلدٌ ما به لحمٌ و دم
قلت: شعبي
قال: كلاّ… هو ما تركبه كل الأمم
قلت: شعبي
قال: فكّر جيداً
فيه فمٌ من غير فمْ
و لسان موثقٌ لا يشتكي رغم الألم
قلت: شعبي
قال: ما هذا الغباء ؟
إنني أعني الحذاء
قلت: مالفرق؟
هما في كل ما قلت سواء
لم تقل لي أنه ذو قيمةٍ
أو أنه لم يتعرض للتهم
لم تقل لي هو لو ضاق برِجلٍ
ورّم الرِجل و لم يشكو الورم
لم تقل لي هو شيءٌ
لم يقل يوماً… نعمْ
لبنان الجريح
صفت النية يا لبنان، صفت النية
لم نهملك ولكن كنا مختلفين على تحديد الميزانية
كم تحتاج من التصفيق؟
ومن الرقصات الشرقية؟
ما مقدار جفاف الريق في التصريحات الثورية؟
وتداولنا في الأوراق، حتى أذبلها التوريق
والحمد له صفت النية،لم يفضل غير التصفيق
وسندرسه، في ضوء تقارير الوضع بموزمبيق
صفت النية، فتهانينا يا لبنان
جامعة الدول العربية تهديك سلاما وتحية
تهديك كتيبة ألحان، ومبادرة أمريكية
قطعان و رعاة
يتهادى في مراعيه القطيع
خلفه راعٍ، و في أعقابه كلبٌ مطيع
مشهد يغفو بعيني و يصحو في فؤادي
هل أسميه بلادي ؟
أبلادي هكذا ؟
ذاك تشبيه فظيع
ألف لا
يأبى ضميري أن أساوي عامداً
بين وضيعٍ و رفيع.
هاهنا الأبواب أبواب السماوات
هنا الأسوار و أعشاب الربيع
و هنا يدرج راعٍ رائعٌ
في يده نايٌ
و في أعماقه لحنٌ بديع
و هنا كلبٌ وديع
يطرد الذئب عن الشاة
و يحدو حَمَلاً كاد يضيع
و هنا الأغنام تثغو دون خوف
و هنا الآفاق ميراث الجميع
أبلادي هكذا ؟
كلاّ… فراعيها مريع
و مراعيها نجيع
و لها سور و حول السور سور
حوله سورٌ منيع
و كلاب الصيد فيها
تعقر الهمس
و تستجوب أحلام الرضيع
و قطيع الناس يرجو لو غدا يوماً خرافا
إنما.. لا يستطيع
عزف على القانون
يشتمني ويدعي أن سكوتي معلن عن ضعفه
يلطمني ويدعي أن فمي قام بلطم كفه
يطعنني ويدعي أن دمي لوث حد سيفه
فأخرج القانون من متحفه
وأمسح الغبار عن جبينه
أطلب بعض عطفه
لكنه يهرب نحو قاتلي وينحني في صفه
يقول حبري ودمي: لا تندهش
!من يملك القانون في أوطاننا،هو الذي يملك حق عزفه
بدعة
بدعة عند ولاة الأمر صارت قاعدة
كلهم يشتم أمريكا
وأمريكا إذا ما نهضوا للشتم تبقى قاعدة
فإذا ما قعدوا، تنهض أمريكا
لتبني قاعدة
الناس للناس
أم عبدالله ثاكل
مات عبدالله في السجن
و ما أدخله فيه غير تقرير عادل
عادل خلّف مشروع يتيم
فلقد أُعدم و الزوجة حامل
جاء في تقرير فاضل
أنه أغفل في تقريره بعض المسائل
فاضل إغتيل
و لم يترك سوى أرملة.. ماتت
و في آخر تقرير لها عنه إدّعت
أن التقارير التي يرسلها.. دون توابل
كيف ماتت ؟
بنت عبدالله في التقرير قالت
!أنها قد سمعت في بيتها صوت بلابل
إنها جاسوسةٌ طبعاً
و جاري فوضويٌ
و شقيقي خائنٌ
!و ابني مثيرٌ للقلاقل
سيموتون قريباً
حالما أرسل تقريري إلى الحزب المناضل
و أنا ؟
بالطبعِ راحلْ
بعدهم.. أو قبلهم
لا بد أن يرحمني غيري بتقرير مماثلْ
!نحن شعبٌ متكافلْ
زمن الحمير
المعجزات كلها في بدني
حي أنا لكن جلدي كفني
أسير حيث أشتهي لكنني أسير
نصف دمي بلازما، ونصفه خبير
مع الشهيق دائما يدخلني
ويرسل التقرير في الزفير
وكل ذنبي أنني آمنت بالشعر
وما آمنت بالشعير
!في زمن الحمير
حديث الحمام
حدّث الصياد أسراب الحمام
قال: عندي قفصٌ
أسلاكه ريش نعام
سقفه من ذهب
و الأرض شمعٌ و رخام
فيه أرجوحة ضوء مذهلة
و زهورٌ بالندى مغتسلة
فيه ماءٌ و طعامٌ و منام
فادخلي فيه و عيشي في سلام
:قالت الأسراب
لكن به حرية معتقلة
أيها الصياد شكراً
!تصبح الجنة ناراً حين تغدو مقفلة
ثم طارت حرةً
لكن أسراب الأنام
حينما حدثها بالسوء صياد النظام
دخلت في قفص الإذعان حتى الموت
!من أجل وسام
الممثلون
مقاعد المسرح قد تنفعل
قد تتداعى ضجرا
قد يعتريها الملل
لكنها لا تفعل
لأن لحما ودما من فوقها لا يفعل
يا ناس هذي فرقة يضرب فيها المثل
غبائها معقل، وعقلها معتقل
والصدق فيها كذب، والحق فيها باطل
يا ناس لا تصفقوا، يا ناس لا تهللوا
ووفروا الحب لمن يستأهل
فهؤلاء كالدمى: ما ألفوا
ما أخرجوا، ما دققوا، ما غربلوا
وفي فصول النص لم يعدلوا
لكنهم قد وضعوا الديكور والطلاء ثم مثلوا
وهكذا ظل الستار يعمل
يرفع كل ليلة عن موعد
وفوق عرقوب الصباح يسدل
وكلما غير في حواره الممثل
مات وحل البدل
رواية مذهلة لا يحتويها الجدل
فالكل فيها بطل، وليس فيها بطل
عوفيت يا جمهور يا مغفل
لا ينظف المسرح إن لم ينظف الممثل
عبد الذات
بنينا من ضحايا أمسنا جسرا
وقدمنا ضحايا يومنا نذرا
لنلقى في غد نصرا
ويممنا إلى المسرى
وكدنا نبلغ المسرى
ولكن قام عبد الذات يدعو قائلا: "صبرا"
فألقينا بباب الصبر قتلانا
وقلنا إنه أدرى
وبعد الصبر ألفينا العدى قد حطموا الجسرا
فقمنا نطلب الثأرا
ولكن قام عبد الذات يدعو قائلا: "صبرا"
فألقينا بباب الصبر آلافا من القتلى
وآلافا من الجرحى
وآلافا من الأسرى
وهدّ الحمل رحم الصبر حتى لم يطق صبرا
فأنجب صبرنا صبرا
وعبد الذات لم يرجع لنا من أرضنا شبرا
ولم يضمن لقتلانا بها قبرا
ولم يلق العدا في البحر، بل ألقى دمانا وامتطى البحرا
فسبحان الذي أسرى بعبد الذات من صبرا إلى مصرا
.وما أسرى به للضفة الأخرى
الحسن أسفر بالحجاب
قمر توشح بالسحاب
غبشٌ توغل، حالماً،
بفجاج غاب
فجرٌ تحمّم بالندى
وأطلّ من خلف الهضاب
الورد في أكمامه
ألق الآلئ في الصدف
سرجٌ ترفرف في
السدف
ضحكات أشرعةٍ
يؤرجحها العباب
ومرافئ بيضاء
تنبض بالنقاء العذب من
خلل الضباب
من أي سحرٍ جئت أيتها
الجميلة؟
من أي بارقة نبيلة
هطلت رؤاك على الخميلة
فانتشى عطر الخميلة؟
من أي أفق
ذلك البرد المتوّج باللهيب
وهذه الشمس الظليلة؟
من أي نبعٍ غافل
الشفتين
تندلع الورود؟
من الفضيلة
!هي ممكنات مستحيلة
قمرٌ على وجه المياه
يلمُّه العشب الضئيل
وليس تدركه القباب
قمرٌ على وجه المياه
سكونه في الاضطراب
وبعده في الإقتراب
غيبٌ يعد حضوره وسط
الغياب
وطن يلم شتاته في
الإغتراب
روح مجنّحة بأعماق
!التراب
وهي الحضارة كلُّها
تنسلُّ من رحم الخراب
وتقوم سافرةٌ
:لتختزل الدُّنا في كلمتين
!(أنا الحجاب)
الحسن أسفر بالحجاب
فمالها حُجُبُ النفور
نزلت على وجه السفور؟
واهاً
أرائحة الزهور
تضير عاصمة العطور؟
أتعفُّ عن رشف الندى
شفة البكور؟
أيضيق دوحٌ بالطيور؟
!يا للغرابة
لا غرابة
أنا بسمة ضاقت
بفرحتها الكآبة
أنا نغمة جرحت خدود
الصمت
وازدرت الرتابة
أنا وقدة محت الجليد
وعبّأت بالرّعب أفئدة
الذئاب
أنا عفة وطهارة
بين الكلاب
الشمس حائرةٌ
يدور شراعها وسط
الظلام
بغير مرسى
الليل جنّ بأفقها
!والصبح أمسى
والوردة الفيحاء تصفعها
الرياح
ويحتويها السيل دوساً
والحانة السكرى
تصارع يقظتي
وتصب لي ألما وبؤسا
سأغادر المبغى الكبير
ولست آسى
!أنا لست غانية وكأسا
نعلاك أوسع من فرنسا
نعلاك أطهر من فرنسا
كُلُّها
جسدا ونفسا
نعلاك أجمل من مبادئ
ثورةٍ
ذكرت لتنسى
مدي جذورك في جذورك
واتركي إن تتركيها
قرى بمملكة الوقار
وسفّهي الملك السفيها
هي حرةٌ ما دام صوتك
ملء فيها
وجميلة ما دمت فيها
هي ما لها من مالها شيءٌ
!سوى "سيدا" بنيها
هي كلها ميراثك
:المسرق
اسفلت الدروب،
أوعية المعاصر،
أوعية المعاصر،
النفط،
زيت العطر،
مسحوق الغسيل،
صفائح العربات،
أصباغ الأظافر،
خشب الأسرّة،
زئبق المرآة،
أقمشة الستائر،
غاز المدافئ،
معدن الشفرات،
أضواء المتاجر،
وسواه من خير يسيل
بغير آخر
هي كلها أملاك جدك
في مراكش
أو دمشق
!أو الجزائر
هي كلها ميراثك
المغصوبُ
فاغتصبي كنوز
الاغتصاب
زاد الحساب على
الحساب
وآن تسديد الحساب
فإذا ارتضت… أهلاً
وإن لم ترض
فلترحل فرنسا عن
فرنسا نفسها
إن كان يزعجها
!الحجاب
أعذار واهية
-أيها الكاتب ذو الكف النظيفة
لا نسودها بتبييض مجلات الخليفة
أين أمضي
وهو في حوزته كل صحيفة؟
-امض للحائط
واكتب بالطباشير وبالفحم
!وهل تشبعني هذي الوظيفة؟
أنا مضطر لأن أكل خبزاً
-واصل الصوم…ولا تفطر بجيفة
-أنا إنسان وأحتاج إلى كسب رغيفي
ليس بالإنسان من يكسب بالقتل رغيفه
قاتلٌ من يتقوّى برغيفٍ
!قص من جلد الجماهير الضعيفة
كل حرفٍ في مجلات الخليفة
ليس إلا خنجراً يفتح جرحا
!يدفع الشعب نزيفه
لا تقيدني بأسلاك الشعارات السخيفة
أنا لم أمدح ولم أردح
ولم تنقد ولم تقدح
ولم تكشف ولم تشرح
حصاة علقت في فتحة المجرى
!وقد كانت قذيفة
أكل عيش
لم يمت حُرٌّ من الجوع
ولم تأخذه إلا من "حياة العبد" خيفة
لا… ولا من موضع الأقذار
يسترزق ذو الكف النظيفة
أكل عيش
كسب قوت
إنه العذر الذي تعلكه المومسُ
!لو قيل لها كوني شريفة
اللاعبان
على رقعة تحتويها يدان
تسير إلى الحرب تلك البيادق
فيالق تتلو فيالق
بلا دافع تشتبك
تكر، تفر، وتعدوا المنايا على عدوها المرتبك
وتهوي القلاع، ويعلو صهيل الحصان
ويسقط رأس الوزير المنافق
وفي آخر الأمر ينهار عرش الملك
وبين الأسى والضحك
يموت الشجاع بذنب الجبان
وتطوي يدا اللاعبين المكان
" أقول لجدي: "لماذا تموت البيادق
"يقول: "لينجو الملك
أقول: "لماذا إذن لا يموت الملك
" لحقن الدم المنسفك
!"يقول: "إذا مات في البدء، لا يلعب اللاعبان
لا نامت عين الجبناء
أطلقت جناحي لرياح إبائي
أنطقت بأرض الإسكات سمائي
فمشى الموت أمامي، ومشى الموت ورائي
لكن قامت بين الموت وبين الموت حياة إبائي
وتمشيت برغم الموت على أشلائي
أشدو، وفمي جرح،والكلمات دمائي
(لا نامت عين الجبناء)
ورأيت مئات الشعراء
مئات الشعراء
تحت حذائي
قامات أطولها يحبو
تحت حذائي
ووجوه يسكنها الخزي على استحياء
وشفاه كثغور بغايا، تتدلى في كل إناء
وقلوب كبيوت بغاء، تتباهى بعفاف العهر
وتكتب أنساب اللقطاء
وتقيء على ألف المد
وتمسح سوءتها بالياء
في زمن الأحياء الموتى، تنقلب الأكفان دفاتر
والأكباد محابر
والشعر يسد الأبواب
.فلا شعراء سوى الشهداء
فكرت
فكرت بأن أكتب شعرا
لايهدر وقت الرقباء
لا يتعب قلب الخلفاء
لاتخشى من أن تنشره
كل وكالات الأ نباء
ويكون بلا أدنى خوف
في حوزة كل القراء
هيأت لدلك أقلامي
وو ضعت الأوراق أمامي
وحشدت جميع الآ راء
ثم بكل رباطة جأش
أودعت الصفحة امضائي
و تركت الصفحة بيضاء
راجعت النص بامعان
فبدت لي عدة أخطاء
قمت بحك الصفحة
واستغنيت عن الأمضاء
البكاء الأبيض
كنت طفلا
عندما كان أبي يعمل جنديا
!بجيش العاطلين
.لم يكن عندي خدين
قيل لي
إن ابن عمي في عداد الميتين
وأخي الأكبر في منفاه، والثاني سجين
لكنِ الدمعة في عين أبي
سر دفين
كان رغم الخفض مرفوع الجبين
غير أني، فجأة
!شاهدته يبكي بكاء الثاكلين
!قلت: ماذا يا أبي؟
:رد بصوت لا يبين
.ولدي.. مات أمير المؤمنين
نازعتني حيرتي
:قلت لنفسي
!يا ترى هل موته ليس كموت الآخرين؟
كيف يبكيه أبي، الآن
!ولم يبكِ الضحايا الأقربين؟
ها أنا ذا من بعد أعوام طوال
أشتهي لو أنني
.كنت أبي منذ سنين
..كنت طفلاً
لم أكن أفهم ما معنى
!بكاء الفرِحِين
صلاة الجماعة
اسمعوني قبل أن تفتقدوني يا جماعة
لست كذابا فما كان أبي حزبا ولا أمي إذاعة
كل ما في الأمر أن العبد صلى مفردا بالأمس في
القدس
.ولكن الجماعة سيصلون جماعة
المُمثل المشهور
أهلكنا الممثل المشهور
أدّى على أجسادنا دوره
أجرى دمانا قطرة قطرة
وقبل أن (ينجاب) عنه النور
فضّ طلاء الدمع والحسرة
واصطفق الستار فوق نعشنا
وصفق الجمهور
ولم تزل فرقتنا
من أبد الدهور
تقيم في الهجرة
تعرض كل ليلة
لسادة القصور
رواية مرّة
عن هتك عرض امرأة حرة
كان اسمها ثورة
وفي ختام عرضنا
يغادر الممثل المشهور
للحج والعمرة
يرجو ثواب ربه
يبوسه
يبوس خشم بينه المعمور
ثم يعود سالما وغانما
وحجه مبرّر
وسعيه مشكور
أهلكنا الممثل المشهور
مزّقنا أكثر من مرة
لكننا رغم ما أصابنا
نخاف أن نثور
نخاف أن تنقطع الأجور
لأنه الممثل الوحيد في فرقتنا
وذلك الجمهور
لا يبتغي غيره
حتى متى نلف حول قبرنا
حتى متى ندور
قد آن تنقطع الشعرة
وتكسر الجرة بالجرة
ويكشف المستور
عاش إباء جوعنا ف المسرح المهجور
ويسقط الممثل المشهور
ويسقط الجمهور
لا عرض بعد اليوم بالمرّة
لا عرض بالمرّة
فغاية القصور في الثورة
أن تعرض الثورة
الولد
رئيسنا كان صغيراً، وانفقد
فانتاب أمه الكمد
وانطلقت ذاهلة
.تبحث في كل البلد
قيل لها لا تجزعي
.فلن يضِلّ للأبد
إن كان مفقودك هذا طاهرا
.وابن حلال.. فسيلقاه أحد
!صاحت: إذن.. ضاع الولد
أعوام الخصام
طول أعوام الخصام
لم نكن نشكو الخصام
لم نكن نعرف طعم الفقد
أو فقد الطعام
لم يكن يضطرب الأمن من الخوف،
ولا يمشي إلى الخلف الأمام
كل شيء كان كالساعة يجري
:بانتظام
هاهنا جيش عدو جاهز للاقتحام
وهنا جيش نظام جاهز للانتقام
من هنا نسمع إطلاق رصاص
من هنا نسمع إطلاق كلام
وعلى اللحنين كنا كل عام
نولم الزاد على روح شهيد
.وننام
وعلى غير انتظار
زُوجت صاعقة الصلح
!بزلزال الوئام
.فاستنرنا بالظلام
واغتسلنا بالسُخام
!واحتمينا بالحِمام
وغدونا بعد أن كنا شهودا،
موضعاً للإتهام
وغدا جيش العدا يطرحنا أرضاً
!لكي يذبحنا جيش النظام
..أقبلي، ثانية، أيتها الحرب
!لنحيا في سلام
عباس فوق العادة
في حملة الإبادة
عباس كان كتلة من قوة الإراده
هدّ الخصوم بيته
واغتصبوا زوجته
وأعدموا أولاده
لم يكسروا عناده
:قال لهم
!لي زوجة ثانية ولاّدة